زائر زائر
| موضوع: حب مع سبق الاصرار الثلاثاء يناير 15, 2008 5:39 am | |
| "إن مت...أخبروا حبيبتي بأنني قد مت على أرصفة المدائن بحثا عنها ...أخبروا الأصدقاء الجوع كفر ... البرد كفر وما عداهما حق ...وعندما تكفنوني ادفنوا معي كل القصائد التي كتبتها ليعلم الله ... أنني معترف بكل ذنوبي وأنني ماعدت أخشى شيئا لأنني عرفت كل أنواع الجحيم ....للشاعر منير مزيد من قصيدته جدارية الحزن والألم"
تسلل ظل جسدها النحيف على زوايا الجدار حين همت باجتيازه اسندت ظهرها إليه واحتمت بظله من ضوء القمر الذي اغراها في المقام الاول بارتكاب جرمها الملطخ ببقع سعادة ازلية لا ترغب أبداً بالتطهر منها، اغتنمت الثواني القليلة لتلتقط انفاسها وخافت أن يوقظ صوت لهاثها المتواصل كلاب الطريق، استجمعت كل قواها لتركض نحو مجهول لا تعرفه لكن تعبها وخذلان عزيمتها لها جعلها تستلم للحظات سكينة لم يهمها حينها اذ كانت حياتها ثمناً للاستمتاع بها، بدت لها بيوت القرية الطافية فوق الظلام قريبة منها وتحيط بها بشكل غريب على الرغم من انها تبعد عنها ساعات طويلة من العدو السريع . ترآت لها ظلال اشباح عكسها الضوء الخافت على صفحات مخيلتها المثقلة بالتساؤلات التي لم تراودها حين ذهبت لرؤيته للمرة الاخيرة وهو يحملُ جراحاً واحساساً بالخيبة وبعض قصاصاتٍ لاشعار كتبها لها وعلمها كيف تقرأها في حقيبة سفره، فبعد ان رفض ابوها تزويجهما وآثر تزويجها لاحد غيره قرر ترك قريته القابعة على نهر دجلة منذ مئات السنين بدون تغيير يذكر كأن الزمن نساها على قارعة طريقه وواصل المسير . لم تعرف ان احداً كان يتبعها عند خروجها من بيت ابيها حين تلقت رسالة منه بأنه مغادر قريته الى الأبد وأنه يتمنى ان يراها قبل الرحيل فلم تستطع مقاومة تجاهل رسالته المتوسلة كأنها الرغبة الأخيرة لمحكوم بالاعدام، لذا انتظرت الى ان سكنت انفاس منزلها وتسللت الى جزء النهر الوحيد الساكن في روح القرية والتي وعدها بأنه سينتظرها هناك، عبرت الطرق التي ضجت بنباح كلاب الحراسة عند سماعها هفيف ثوبها الاسود الطويل، تحمل رأسها الجميل على كتفيها وبعض من كبرياء المتعلمة، كان تمايل جسدها الغض ينبؤ باشتعال رغبة عارمة للقاء سيكون الموت نتيجته اذ ما كشف امرها ... وصلت اليه ولم تكد تلتقي عيناهما حتى اتفجر الاثنان ببكاء مر حمل كل مشاعر الظلم من العرف الجائر واحالها الى دموع ساخنة صار يتلقفها الاثنان بشفافهم لم ينطقا بأي كلمة وما كادت تنطق حتى وضع اصبعه على شفتيها طالبا منها عدم الكلام وبادرها : - اعرف ما تريدين قوله انا اقدر مجيئك ولن اسمح لنفسي بأن أؤذيك ابدا، هي فقط روحي التي تاقت لرؤيتك للمرة الاخيرة ولمس يديك ووجهك علني استطيع ان ادخر تلك اللحظة لايام غربتي، أنا خائف جداً مثلك تماماُ بأن موتي سيكون بعد فراقك . وضعت رأسها على كتفه وهمست في اذنه : - صدقني انا لا اخاف الموت بقدر خوفي على سمعة اهلي، فالموت اهون لي من رحيلك عني . رفع رأسها لينظر الى وجهها الذي استحال جمرة نار من اشتعال رغبتها بعدم فراقه قبلها على جبينها وخديها وقال لها: - لا اريدك ان تتأخري يجب ان تعودي الى البيت سأمشي خلفك الى ان اطمئن على وصولك لكن قبل هذا خذي دفاتر اشعاري هي كل ما املك لأبقيه معك ، كوني بخير وعيشي سعيدة من أجلي. - لن يكون خير ولا سعادة بعدك، سأشهد النهر على شوقي وحبي لك فلطالما كان رحيماً بنا يحتضن نظراتنا ويوصل همساتنا.. أنا احبك ولا استطيع ان اكون لرجل غيرك ارجوك لا ترحل. - ارجوك تماسكي يجب ان تذهبي الان ... انا راحل قبل الفجر واريد ان تحمل ذاكرتي صورة وجهك وانت تبتسمين لي . خبأت وجهها بصدره وجهشت ببكاء ثكلى لم يستطع حينها الا ان احاط جسدها المشتعل بذراعيه وغمر وجهه بشعرها يستنشق عبيراً لطالما تخيله، فهذه المرة الاولى التي تكون قريبة منه بهذا الشكل وأول مرة تكون مملكة جسدها التي حلم بها بين يديه بدون مقاومة او رقيب لكنها ثواني حتى سمعا صياح احدهما يؤذن بالنهضة للشرف المهدور... انه العريس المنتظر يعلن بان الساعة اشارت الى الموت الا دقائق معدودة مكنتها من الركض وهي تحتضن دفاتره على صدرها وتسمع صوته بأن تذهب من الناحية الشمالية للقرية فهو اقصر الطرق للخروج منها وبقي هو ليواجه مصيره ويؤخرهم عنها قدر استطاعته... ليس الخوف من الموت هو ما دفعها للركض وترك حبيبها وحده بل هو الاحساس بالوقاحة المشروعة لانها كسرت كل قوانين العرف لتمارس حقاً مستلب، احساس غريب لا يمت بصلة للشعور بالذنب او الخطيئة ركضت لساعات حتى وصلت تخوم القرية احست بالتعب لان الشعور بالحزن اثقلها فاسندت ظهرها الى السياج لتلقتط انفاسها، اغمضت عينيها وهي تفكر بما قد حصل لحبيبها وما هي الا برهة من الزمن في تقديرها حتى افاقت على صوت صياح الديك يعلن عن قدوم الفجر فتحت عينيها فلمع في عينيها ضوء ظنت انه نصل حربة سرعان ما ستهوي على عنقها فتنهي أخر امنياتها، لم تكن الا لحظة تهاوت فيها كل ما امنت به، أملها بأن يكون هناك متسع من الرحمة الالهية التي يمكن ان يخلصها من مصيرها المحتوم، لحظة أدركت فيها ان العالم كله محكوم بقيود أزلية لم ولن يكسرها ممارسة حق لها بدون التعدي على احد... لم تكن الا لحظة مرت لتدرك ان نور الغبش المتسلل من شجرة السنديان العنيدة المظلله للجدار قد غمرها ودخل عينيها وقلبها مؤذناً ببداية صبح جديد لا تعرف ماذا يحمل على اكتافه |
|
المافيا الكبير !! زعيم عصابة مافيا نت !!
عدد الرسائل : 329 العمر : 40 مكان الاقامة : ارض الموت العمر : لا يوجد الاخلاق : تاريخ التسجيل : 13/01/2008
| موضوع: رد: حب مع سبق الاصرار الثلاثاء يناير 15, 2008 1:14 pm | |
| | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: حب مع سبق الاصرار الثلاثاء يناير 15, 2008 1:47 pm | |
| العفو حبي انشاء الله استفدت منه |
|
أبو سعود مافيا خطير ورهيب
عدد الرسائل : 110 مكان الاقامة : السعودية العمر : 13 الاخلاق : تاريخ التسجيل : 17/01/2008
| موضوع: رد: حب مع سبق الاصرار الخميس يناير 17, 2008 11:16 pm | |
| | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: حب مع سبق الاصرار الجمعة يناير 18, 2008 3:53 am | |
| |
|
prince of sadness مافيا خطير
عدد الرسائل : 88 العمر : 35 مكان الاقامة : IRAQ/BAGHDAD/Al shalghya city العمر : 18 الاخلاق : تاريخ التسجيل : 03/02/2008
| موضوع: رد: حب مع سبق الاصرار الإثنين فبراير 04, 2008 11:35 am | |
| شكرا على الموضوع الرائع يسلموووووووووووووووو ------------------------ P.O.S 4ever | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: حب مع سبق الاصرار الإثنين فبراير 04, 2008 1:16 pm | |
| العفووو حبي |
|